الأربعاء، 13 يوليو 2011

الغيبة والنميمة فى رمضان


س: هل الغيبة والنميمة تفطران الصائم في نهار رمضان؟
ج: الغيبة والنميمة لا تفطران، ولكنهما تنقصان الصوم... قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183].
وقال النبي : { من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه } [الشيخ ابن عثيمين كتاب الدعوة:1/166]. 
س: هل الغيبة والنميمة - التي ابتلي بها كثير من الناس - تبطل الصيام؟ 
 ج: هذه الأمور محرمة في كل الأوقات، وخاصة في رمضان.فإن الصائم مأمور بأن يحفظ صيامه عن ما يجرحه من الغيبة والنميمة وقول الزور. يقول :  
{ ليس الصيام من الطعام والشراب، إنما الصيام من اللغو والرفث }.
وروى أحمد في مسنده: أن امرأتين صامتا، فكادتا أن تموت من العطش فذكرتا للنبي فأعرض عنهما، ثم ذكرتا له فدعاهما وأمرهما أن يتقيئا فقاءتا ملء قدح قيحاً ودماً وصديداً فقال: { إن هاتين صامتا عن ما أحل الله لهما، وأفطرتا على ما حرم الله، جلست إحداهما إلى الأخرى، فجعلتا يأكلان لحوم الناس }.
وقال عليه الصلاة والسلام: { رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر }. 
فالحاصل: أن هذه الأشياء مما تخل بالصيام وإن كانت غير مبطلة له إبطالاً كلياً، ولكنها تنقص ثوابه.
وعلى الصائم أن يحفظ جوارحه عن الخصومة اذا سابه أحد أو شاتمه. لذلك يقول عليه الصلاة والسلام: { إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يصخب فإن امرؤ سابه أو شاتمه فليقل إني صائم } وفي رواية: { إني امرؤ صائم }.
فعلى الصائم أن يجعل لصيامه ميزة، فعن جابر أنه قال: ( إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الغيبة والنميمة، ودع أذى الجار، وليكن عليك السكينة والوقار ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء ) .[الشيخ ابن جبرين، فتاوى الصيام ص:51]. 

س: هل اغتياب الناس يفطر في رمضان؟
ج: الغيبة لا تفطر الصائم، وهي ذكر الإنسان أخاه بما يكره، وهي معصية لقول الله عز وجل: وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً [الحجرات:12].
وهكذا النميمة والسب والشتم والكذب كل ذلك لا يفطر الصائم، ولكنها معاصي يجب الحذر منها واجتنابها من الصائم وغيره، وهي تجرح الصوم وتضعف الأجر، لقول النبي : { من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله في أن يدع طعامه وشرابه } [رواه البخاري].
ولقوله : { الصيام جُنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم } [متفق عليه] والأحاديث في هذا المعنى كثيرة [الشيخ ابن باز:مجموع الفتاوى:3/253]. 
س: هل تحدّث المرء بكلام حرام في نهار رمضان يفسد صومه؟
ج: اذا قرأنا قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183].
عرفنا ما هي الحكمة من ايجاب الصوم؟ وهي: التقوى والتعبد لله سبحانه وتعالى. والتقوى وهي ترك المحارم وهي عند الاطلاق تشمل فعل المأمور به وترك المحظور، وقد قال النبي : { من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه }. 
وعلى هذا يتاكد على الصائم اجتناب المحرمات، من الأقوال والأفعال، فلا يغتاب الناس، ولا يكذب، ولا ينم بينهم، ولا يبيع بيعا محرما، ويجتنب جميع المحرمات، 
واذا فعل الانسان ذلك في شهر كامل، فان نفسه سوف تستقيم بقية العام.
ولكن المؤسف أن كثيرا من الصائمين لا يفرقون بين صومهم وفطرهم، فهم على العادة التي هم عليها من الأقوال المحرمة من كذب وغش وغيره، ولا نشعر أن عليهم وقار الصوم وهذه الأفعال لا تبطل الصوم ولكن تنقص من أجره وربما عند المعادلة تضيع اجر الصوم كله والله المستعان [الشيخ ابن عثيمين، الفتاوى:1/501]. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق